الجمعة، يونيو ٢٠، ٢٠٠٨

بعض التحليلات النقدية لقصيدة: سلام عليك .. كتبها عدد من النقاد

الجامعة الإسلامية بغزة


مقتطفات من أبحاث: مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده
عقد في الجامعة الإسلامية بغزة (21-23/3/2005م)


هذه المقتطفات تخص قصيدتي في الإمام الشهيد أحمد ياسين ، وعنوانها: "سلام عليك" ، وبصرف النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع ما قاله السادة النقاد في قصيدتي أو بعض مقاطعها ضمن دراساتهم لمراثي الإمام الشهيد، فإن اختيارهم لقصيدتي شرف لي، لعل الله أن يتقبل منا ومنهم.




------------------------------------------------------------------
من بحث بعنوان: الشيخ أحمد ياسين بين الصورة والرمز – د. محمد فؤاد السلطان، أستاذ الأدب والنقد المشارك بكلية الآداب جامعة الأقصى – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)

"وقدم عبد الله رمضان في قصيدته : (سلام عليك) (134) صورة للشيخ الشهيد أحمد ياسين، مليئة بالحب والصمود والتحدي، في وجه المؤامرات التي تحاك ضد شعبنا البطل، وذلك ضمن بناء رمزي مركب، نابض بالرؤى التي تجسد مواقف المبدع وانفعالاته وتجاربه إذ يقول:
سلام عليك
وليس عليهم سلام
فمن راحتيك
تفجر نهر الشهادة
يروي تراب الوطن
ومن راحتيهم تفجر نهر البلادة
وبئر العطن
فنم هادئ البال نم لا عليك
فدربك نور
وفيه نسير
ويحدو خطانا زئير
إلى أن يعود الطريد
ويهنأ بالعش طير بعيد
ويسكن دم الشهيد
فلا تنسنا عند ربك
ولا تنسهم من شكاتك
فكرسيك أسمى
وكل الكراسي وضيعة
وكرسيك أبقى
وكل الكراسي صنيعة
فلا تبتئس من أولاء
فهم من هباء
ولن تستمر البلاهة
ولن يستطيل الغباء
دماؤك نار سرت في دمانا
وعيناك نبصرها في الطريق
فنلهث خلف ابتسامك
وفي خطو جندك تنسحق الأرض
تنشق
تبلع كل الغثاء
وتبقى فلسطين في راحتيك
سلام عليك

فالشاعر أبدع جملة من الرموز المفردة، تآزرت مع بعضها، ضمن إطار رمزي مركب، يستوعب تجارب الشاعر وانفعالاته من خلال بعض الرموز المنسجمة . (فنهر الشهاد ة) رمز للنهج الجهادي الذي تبناه الشيخ أحمد ياسين، يقابله (نهر البلادة) وهو رمز للنهج الانهزامي الذي دعا إليه خصوم الشيخ السياسيين وبعض القادة العرب، وبئر العطن رمز للمتقاعسين عن الجهاد لمقاومة الاحتلال، (يحدو خطانا زئير ) رمز للخطر المحدق بالشيخ والمجاهدين معه، و(الطريد) رمز إلى اللاجئ الذي طرد من أرضه، كما هو رمز للمجاهدين المطلوبين من العدو، و(طير بعيد ) رمز للفلسطيني البعيد عن وطنه، ولا يستطيع العودة إليه بسبب الاحتلال، و (يسكن دم الشهيد ) رمز للحل العادل الذي يحقق السلام، ويوقف مسيرة الشهداء، و (كرسيك) رمز لإعاقة الشيخ وقوة إرادته. و (الكراسي) رمز لتمسك الحكام والسياسيين بمناصبهم . و (دماؤك نار سرت في دمانا) رمز إلى تعاليم الشيخ التي كانت تشحذ عزائم المقاومين، و (الغثاء) رمز إلى الأفكار الهدامة للمتقاعسين.
وقد هدف الشاعر من وراء هذه الرموز، إلى ترسيخ نهج الجهاد ضد العدو الصهيوني، على الرغم من الدعوات الهدامة، التي تحاول إحباط الهمم واعتماد الحلول الاستسلامية للحفاظ على مناصبهم ومصالحهم".
(ص: 273-275)
------------------------------------------------------------------
*من بحث بعنوان: دلالات صور الياسين في عيون الشعراء – د. محمد
إسماعيل حسونة كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة الأقصى – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"7- الياسين حياة:
يقول الشاعر عبد الله رمضان في قصيدته الموسومة بـ "سلام عليك"( 36):
فمن راحتيك
تفجر نهر الشهادة
يروي تراب الوطن
ومن راحتيهم تفجر نهر البلادة
وبئر العطن
يشيد الشاعر في هذه الأسطر الشعرية صورة الحياة للياسين مستندًا إلى ظاهرة المقابلة التي تندلع شرارة طرفها الأول من حركة موضعية يتقدم فيها الجار والمجرور والمضاف إليه على الفعل " فمن راحتيك تفجر " وهذه الحركة تضفي خصوصية مائزة لراحتي الياسين عبر تفجيرها لنهر الشهادة، والشهادة هنا تجعلنا نطلُّ على الدماء أو تستدعي الدماء التي فجرت عقال أدوات الربط لتمارس فعلها " تروّي تراب الوطن " وعملية الإرواء تؤكد أن النهر نهر دماء شهداء، وأما الطرف الثاني للمقابلة " ومن راحتيهم تفجر " فرغم تشاكله وطرف المقابلة الأول في الحركة الموضعية فإنهما يتقابلان من ناحية الإفراد " راحتيك" والجمع "راحتيهم" ومن ناحية نتاج الفعل "تفجر" فنتاج الأول "نهر شهادة " ونتاج الثاني "نهر بلادة وبئر عطن"، ومن ناحية وظيفة هذا النتاج، فالأول يروي تراب الوطن، والثاني لا وظيفة له".
* (ص: 77)
------------------------------------------------------------------
*من بحث بعنوان: رثاء الشعراء للإمام الشهيد دراسة لغوية – د. جهاد يوسف العرجا، قسم اللغة العربية – كلية الآداب، الجامعة الإسلامية بغزة – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



" وهو من راحتيه تفجرت الشهادة، كما تفجر الماء من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم( 67):
سلام عليك
وليس عليهم سلام
فمن راحتيك
تفجر نهر الشهادة
يروي تراب الوطن"

*(ص: 470) 


------------------------------------------------------------------
من بحث بعنوان: صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين في الشعر العربي المعاصر .. دراسة موضوعية – د. أحمد محمد المصري – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"3- الصورة الكلية:
يراد بها الوحدة العضوية للقصيد ة، أي أن يكون بها ترابط فكري وشعوري، فتشكل صورة كلية أو وحدة عضوية.
بنى الشاعر العربي المعاصر صوره الكلية إما عن طريق : البناء المقطعي (31) أو البناء الدرامي (32) (القصصي أو الحواري) أو البناء الدائري. وسنكتفي هنا
(ص 327)
ببناء الصورة الكلية عن طريق البناء الدائري ، ومن ذلك قصيدة: "سلام عليك (33) للشاعر عبد الله رمضان، يقول فيها:
سلامٌ عليكْ


وليسَ عليهمْ سلامْ


فمِنْ راحتيك


تَفَجَّرَ نَهْرُ الشَّهَادَةْ


يُروِّي تُرَابَ الوطنْ


ومِنْ رَاحَتيهمْ


تَفَجَّرَ نَهْرُ البَلادَةْ


وبئرُ العَطَنْ


فنَمْ هَادِئَ البالِ.. نَمْ لا عَلَيكْ


فدَرْبُكَ نُور


وفيهِ نسير


ويَحدُو خُطانا زَئِير


إلى أَنْ يعودَ الطريد


ويهنأَ بالعُش طيرٌ بعيد


ويسكنَ دَمُّ الشهيد
...
سلام عليك



يراد بالبناء الدائري هو أن يستهل الشاعر قصيدته بفكرة جديدة، أو موقف ما، أو لحظة شعورية ، ثم يعود مرة أخرى إلى نفس الفكرة، أو الموقف أو اللحظة الشعورية ، لينهي بها قصيدته ، ويتم بناء الصورة الكلية من خلال البناء الدائري بوسائل مختلفة، فقد يكرر الشاعر نفس الفكرة أو اللحظة الشعورية التي استهل بها قصيدته، أو يكرر نفس الأبيات التي ابتدأ بها.
(ص 328)
بدأ الشاعر قصيدته وختمها بقوله : "سلام عليك "، وقدم صورة لجهاد الإمام الشهيد أحمد ياسين ، فهو نبع الشهادة، وعلى يديه تربى شهداء حماس الذين رووا تراب الوطن بدمائهم ، أما المتخاذلون فوقفوا موقف المتفرج جامدين ، ويقدم صورة للإمام الشهيد الذي حدد مساره ومنهجه ، وقد حدد المسار والمنهج وهذا الطريق هو النور إلى تحقيق الحلم ، وسوف يسير على نهجه فتية حماس الصاعدون الذين تحلوا بالشجاعة حتى يتحقق الحلم ، ويعود أبناء فلسطين إلى وطنهم ، ويتم دحر الاحتلال "ويحدو خطانا زئير / إلى أن يعود الطريد / ويهنأ بالعش طير بعيد"، ويطلب إليه الشاعر ألا ينساه عند ربه ، ويتمنى أن يلحق به شهيدا، وألا ينسى أن يشكو هؤلاء المتخاذلين إلى الله.
ويقدم صورة أخرى لكرسي الإمام الشهيد ذي المكانة الرفيعة والسامية، أما كراسي المتخاذلين فكراسٍ حقيرة، وقيادته لحركة حماس قيادة قوية ، تستمد قوتها من قوة الشعب الفلسطيني وتماسكه ووحدته، أما كراسي المتخاذلين فكراسٍ زائلة صنعها الاستعمار.
ويقدم الشاعر صورة أخرى يدعو فيها دماء الشهيد التي أججت مشاعر الشعب الفلسطيني ، تنادي بالثأر ، وسيظل هذا الشعب يترسم خطى الشيخ، ويستحضر ابتسامته وأمله ، أما رجال حماس فسيقاتلون بكل شجاعة ، ويزلزلون الأرض من تحت أقدام العدو ، وسيسحقون هؤلاء المتخاذلين الذين لا يعول الوطن عليهم ، وستبقى حماس رايتها خفاقة في كل مكان من أرض فلسطين ، ويختم هذه الصورة كما بدأها بقوله: "سلام عليك".
(ص 329)


------------------------------------------------------------------
من بحث بعنوان: صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين في الشعر العربي المعاصر .. دراسة موضوعية – د. أحمد محمد المصري – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"2- القافية المحورية:
وفي هذا النظام يبني الشاعر قصيدته على قافية أساسية أو أكثر تكون محور القصيدة، وتتكرر طوال القصيدة، وإلى جانب هذه القافية المحورية توجد مجموعة من القوافي الفرعية تتردد في بعض مقاطع القصيدة، بينما تتردد القافية المحورية طوال القصيدة.
ومن شواهد القصائد ذات القافية المتنوعة بغير انتظام ، والمتغيرة على طريق القافية المحورية الأساسية، وعدد التفعيلات مختلف والضروب مختلفة ، قول عبد الله رمضان في قصيدته: "سلام عليك" (76) من بحر المتقارب:
الشطر **************عدد التفعيلات **************الضرب
" سلام عليك **************2 ******************فعولْ
وليس عليهم سلام*********** 3 ******************فعولْ
فمن راحتيك **************2 *******************فعولْ
تفجر نهر الشهادة ********** 3 *******************فعولن
يروّي تراب الوطن********** 3******************** فعو
ومن راحتيهم تفجر نهر البلادة ** 5 ********************فعولن
وبئر العطن ************** 2 ********************فعو
فنم هادئ البال َنم لا عليك ******4 ********************فعو
فدربك نور ************** 2 ********************فعولْ
وفيه نسير *************** 2 ********************فعولْ
ويحدو خطانا زئير ********** 3 ********************فعولْ
إلى أن يعود الطريد ********* 3 ********************فعولْ
ويهنأ بالعيش طير بعيد ********4 ********************فعولْ
ويسكن دم الشهيد *********** 3 ********************فعولْ

(ص 356)
فلا تنسنا عند ربك ********** 3 ******************** فعولن
ولا تنسهم من شكاتك ******** 3 *********************فعولن
فكرسيك أسمى ************2 *********************فعولن
وكل الكراسي وضيعة *******3 **********************فعولن
وكرسيك أبقى ************ 2 **********************فعولن
وكل الكراسي صنيعة ******* 3 **********************فعولن
فلا تتبئس من أولاء********* 3 **********************فعولْ
فهم من هباء ************* 2 **********************فعولْ
ولن تستمر البلاهة ********* 3 **********************فعولن
ولن يستطيل الغباء **********3 **********************فعولْ



بنى الشاعر قصيدته على قافية محورية أساسية هي الكاف ، وتتردد هذه القافية على امتداد القصيدة، وتدور حولها مجموعة من القوافي الفرعية تتردد في عدة أسطر في بعض مقاطع القصيدة بجوار القافية المحور.
ومن القوافي الفرعية : (الشهادة - البلاهة)- (وضيعة – صنعية) - (الوطن -العطن) – (أولاء – هباء – الغباء – الغثاء ) – (نور – يسير – زئير ) – (أسمى – أبقى ) – (طريد – بعيد – شهيد ).
ونلاحظ أن عدد التفعيلات مختلف والضروب مختلفة".
(ص 357)




------------------------------------------------------------------


من بحث بعنوان: صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين في الشعر العربي المعاصر .. دراسة موضوعية – د. أحمد محمد المصري – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"والجدير بالذكر أن هناك بعض الكلمات التي تكتسب دلالات وإيحاءات رمزية تختلف من قصيدة لأخرى عند الشاعر الواحد ، وقد تختلف في استخدامها عند الشعراء من شاعر إلى آخر. وتتلون كلمة " الطير " بمعان
وإيحاءات رمزية تختلف من موضع إلى آخر في الشعر العربي المعاصر، يقول عبد الله رمضان في قصيدته: "سلام عليك"(78):
"فدربك نور
وفيه نسير
ويحدو خطانا زئير
إلى أن يعود الطريد
ويهنأ بالعش طير بعيد"
تحمل كلمة الطير دلالة رمزية إذ إنها تعني الشعب الفلسطيني المشرد الذي يعيش في المنافي" .
(ص 360)

------------------------------------------------------------------


من بحث بعنوان: ملامح صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين وأبعادها الفنية في الشعر العربي المعاصر – د. كمال أحمد غنيم، أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية بغزة – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)
د. كمال أحمد غنيم

"وفي صورة أخرى يتعملق عطاء الإمام الشهيد في عيون الشاعر، فيجرد فلسطين: بجبالها وسهولها وشعبها ليجعلها بين راحتي الإمام الشهيد (35):
وفي خطوِ جندِك َتنْسحِقُ الأرض...
تنشقُّ...
تبلع ُ كلَّ الغُثاء.
وتبقى فلسطين في راحتيك.
سلام عليك.

وهو تجريد محبب يوحي بالعلاقة الحميمة بين الإمام وفلسطين، وحرصه وحرص أتباعه على تطهيرها من الغثاء، لتكون ملك يمين الأطهار على مدى التاريخ.
ويمكننا الإشارة هنا إلى قلة تقانة التجريد قياسا إلى التجسيم والتشخيص في صورة الإمام عند الشعراء . ويمكننا القول بتفاوت الشعراء في توظيف تلك التقانات الثلاثة ، حيث تحفل بها بعض القصائد، وتندر في قصائد أخرى،..."
(ص 404)


------------------------------------------------------------------

من بحث بعنوان: ملامح صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين وأبعادها الفنية في الشعر العربي المعاصر – د. كمال أحمد غنيم، أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية بغزة – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"ويمكننا بعد الإجمال السريع للمفارقات السابقة أن نفصل الحديث عن أنموذج من المفارقة، ونختار هنا ما عقده الشاعر عبد الله رمضان من مفارقة تصويرية على صعيد آخر، بين الإمام والزعماء العرب:
سلامٌ عليكْ


وليسَ عليهمْ سلامْ


فمِنْ راحتيك


تَفَجَّرَ نَهْرُ الشَّهَادَةْ


يُروِّي تُرَابَ الوطنْ


ومِنْ رَاحَتيهمْ


تَفَجَّرَ نَهْرُ البَلادَةْ


وبئرُ العَطَنْ


فنَمْ هَادِئَ البالِ.. نَمْ لا عَلَيكْ...
...
ولا تنسهم من شكاتك


فكُرْسِيكَ أسمى


وكلُّ الكراسِي وَضِيعَةْ



(ص 415)


وكُرْسِيكَ أَبْقَى


وكُلُّ الكَرَاسِي صَنِيعَةْ (60)
فالتحية تنبغي لرجل معطاء تقابل عطاءه حالة من البلادة والفساد عند الزعماء الآخرين.
وهذا الرجل يتوجه الناس، ويقدرون عظمته على كرسيه المتحرك المتواضع، الذي صنعت مجده وقيمته عطاءاته وتضحياته، بينما لا يحترمون كراسي الزعماء، التي هيأها لهم أسيادهم، ومن الواضح أن الشاعر قد شكل مفارقته من خلال أكثر من طرف : (استحقاق التحية والإجلال، والنهر الدال على طبيعة العطاء عند الطرفين، والكراسي الدالة على مفهوم الزعامة بين الزيف والحقيقة)، وقد كرس في ثنايا القصيدة آلية عطاء الشيخ من خلال: (نهر الشهادة، والنور الذي أضاءه وسار فيه مع من اهتدى، والزئير الدال على الشجاعة والإقدام، والطريد، والطير البعيد الدال على أشكال أخرى من التضحيات التي خاضها الإمام وأتباعه".
(ص 416)




------------------------------------------------------------------
من بحث بعنوان: ملامح صورة الإمام الشهيد أحمد ياسين وأبعادها الفنية في الشعر العربي المعاصر – د. كمال أحمد غنيم، أستاذ الأدب والنقد بالجامعة الإسلامية بغزة – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)



"وإذا شئنا أن نستكمل تحليلنا للصورة المفردة الجزئية، فلا بد أن نعرج هنا على تقانة طريفة، قائمة على مزج المتناقضات بهدف التعبير عن المشاعر المبهمة نسبيًا، والأفكار المتضاربة ظاهريًا، وهي تقانة تقف ما بين الطباق بمفهومه البديعي القائم على التضاد؛ والمفارقة بمفهومها الأشمل، القائم على الموقف في الأساس، وتتصل بالمشابهة من طرف ما، بعيدًا عن المقارنة بين المحسوس والمعنوي، وتقسيمات التشخيص والتجسيم والتجريد والتوضيح.
وقد وظفها الشعراء هنا لكشف الواقع المتناقض، أكثر من الرغبة في تصوير الأحاسيس المبهمة، من ذلك على سبيل الإجمال صورة عبد الله رمضان "نهر البلادة"، التي جمعت بين التدفق وجمود العقل والمشاعر، وصورة خميس التي يزف فيها "التهاني" للإمام، بينما يفتتح في المقابل "مليون بيت عزاء"، و "موته" الذي قاده إلى "الحياة مع الشهداء"، وصورة مريم العموري التي جمعت بين "حريته" المستندة إلى رحابة القيم التي يضحي من أجلها، فيسعد بذلك، ويتحرر من خوفه من جهة، و "حبسه لهم " ومحاصرته لظلمهم من جهة أخرى، وصورة عبد الرحمن العشماوي عن "وصوله إلى أمله في نيل الشهادة" من خلال "غدرهم"، ونارهم التي قادته إلى "الجنان"(40)
ومن ذلك على سبيل التمثيل والتحليل صورة الشاعر خضر أبو جحجوح في قوله:( 41):
- هذا وداعك فيه يأتلِق النَّوى وبه تآلف شعبنا الجبار
- وتصاهَلت خيلُ العواصف في دمي وتلهبت في مقَْلتي النَّار 

(ص 406)


------------------------------------------------------------------
من بحث بعنوان: بنية التكرار في رثاء الياسين .. دراسة نقدية – د.يوسف الكحلوت – مؤتمر الإمام الشهيد أحمد ياسين في الذكرى الأولى لاستشهاده - الجامعة الإسلامية بغزة
(21-23/3/2005م)




"كما لجأ عبد الله رمضان إلى التكرار اللفظي مخاطبًا الشيخ الشهيد ومعبرًا عن مكانته التي هي أعلى منزلة وقدرًا من غيره من القادة، فيقول:
فلا تنسنا عند ربك
ولا تنسهم من شكاتك
فكرسيك أسمى
وكل الكراسي وضيعة
وكرسيك أبقى
وكل الكراسي صنيعة
يردد الشاعر لفظة "تنس" مرة مضافة إلى الضمير "نا"، ومرة مضافة إلى ضمير الغائب المتصل "هم "، وقد عكس الفعل الأول المسبوق بلا الناهية حالة الخوف والرجاء عند الشاعر: الخوف من الآخرة، والرجاء في العفو من الله، وهو ما نفهمه من قوله "فلا تنسنا عند ربك "، أما الفعل المتكرر الثاني فهو يعكس حنق الشاعر على الزعامات العربية الباقية، فهو يدعو الشيخ إلى شكايتهم لما أحدثوه في شعوبهم، ولما ضيعوا من أوطان.
كما ردد الشاعر لفظة "كرسيك" مرتين، وردد "كل الكراسي" مرتين أيضًا بطريقة تفاضلية بين المتكرر الأول، واللفظ المتكرر الثاني، وهو يعكس رغبة الشاعر في إبراز المفارقة بين الشيخ كقائد وبين القيادات العربية، ويؤكد ذلك أسمي التفضيل "أسمى" و"أبقى" كما ساعد التضاد بين أسمى ووضيعة، وأبقى وصنيعة في التأكيد على سمو الشيخ وعلو قدره.
(ص 117)


****************************************************************




رابط الأبحاث كاملة على موقع الجامعة الإسلامية بغزة:




ليست هناك تعليقات: